عربي قبل 4 سنة
غضب في السودان بعد إحالة ضباط ساندوا الثورة للتقاعد
الخرطوم ـ أصدر رئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان، أمس الثلاثاء، كشوفات تقاعد شملت ضباطا انحازوا للثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير، ما أثار جدلاً في البلاد، واستدعى انتقادات حادة.
وحسب بيان صادر عن المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد عامر محمد الحسن، فقد «أصدرت قيادة القوات المسلحة، كشوفات تقاعد للمعاش وترقيات حسب ما هو معتاد بداية كل عام جديد، وفقا للوائح فرع شؤون الضباط وشروط اجتياز حواجز الترقي والاستمرارية في القوات المسلحة».
وأضاف: «شملت كشوفات التقاعد التي صدرت حاليا رتب الضباط من العميد حتى الملازم، وسوف تتوالى بقية الكشوفات لاحقا».
وتابع: «هذه الكشوفات مترقبة في هذا التوقيت من كل أفراد القوات المسلحة، ولا تعتبر كشوفات فوق العادة وتنجز بمهنية عالية».
وضمت كشوفات التقاعد 74 ضابطا بينهم ضباط سبق أن أعلنوا انحيازهم لثورة ديسمبر/ كانون الأول 2018، والاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، وأبرزهم الملازم أول محمد صديق إبراهيم.
وكتب إبراهيم عبر صفحته على «فيسبوك»: «عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، تمت إحالتي للمعاش (التقاعد) اليوم».
لكن عضو مجلس السيادة السوداني والناطق الرسمي باسمه، محمد الفكي سليمان، جزم بعودة إبراهيم إلى الخدمة.
وقال على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «إن صديق إبراهيم سيظل في صفوف قواتكم المسلحة، حارساً لتراب بلاده، ولقيم الحرية والسلام والعدالة».
دعوات للتظاهر غدا… ولجان مقاومة عطبرة تنتقد القرار
ويعد إبراهيم من أيقونات الثورة السودانية بعد أن قام بإحضار قواته أمام بوابة القيادة العامة حيث كان يعتصم الثوار في أبريل/ نيسان الماضي وأعلن حمايته لهم مخالفا للأوامر العسكرية قبل أن تقوم لاحقاً اللجنة الأمنية بخلع البشير ونظامه.
قائمة الضباط المحالين للمعاش ضمت كذلك النقيب محمد سليمان الذي دعم المعتصمين في الدمازين، وكتب العديد من المقالات التي تنتقد قرارات قيادة العسكر في السلطة الانتقالية.
وقابل السودانيون قرارات قيادة القوات المسلحة لإحالة عدد من ضباط الجيش الذي ساندوا الثورة للمعاش بالرفض، واعتبروا أنها خطوة لتصفية الثورة عبر إبعاد أبطالها من المشهد.
ودعا ناشطون لتسيير مواكب غداً الخميس لمناهضة قرار الإحالة، بينما أشعل شباب النار في إطارات السيارات في شارع الستين في الخرطوم احتجاجا على القرار. ورددوا شعارات تطالب بإرجاع مؤسسة الجيش للشرفاء قبل إرجاع الضباط الشرفاء المفصولين إلى الجيش.
لجان مقاومة مدينة عطبرة قالت على صفحتها في «فيسبوك»: «إحالة الملازم أول محمد صديق أحد أبطال الثورة بدلاً من ترقيته كما فعل الكثيرون حتى يتربعوا على سيادة الحكم وتكريمه بوسام الشجاعة، هو ضربة في صميم الثورة وطعن في كرامة الثوار».
وأكدت أن «ضباط الجيش الشرفاء وأبطال الثورة هم تحت حماية الثوار ولجان المقاومة في السودان».
